Belaoun-ugel
مديرة المواضيع
عدد الرسائل : 359
العمر : 37
تاريخ التسجيل : 05/12/2008
 | موضوع: السعادة الاقتصادية في ميزان الإسلام  الجمعة أبريل 24, 2009 10:57 pm | |
| بقلم الدكتور: حسين شحاتة
يقول الله تعالي: "فإما يأتينكم مني هدي فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقي. ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمي" " طه : 123 - 124".
"يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد" "هود : 105".
وتشير هذه الآيات وغيرها إلي ان السعادة الاقتصادية للإنسان في القرآن تدور حول الحياة الطيبة في الدنيا عن طريق الالتزام بشرع الله. وكذلك بالسعادة بلقاء الله حيث السعادة الاخروية وهذا يظهر الاعجاز الاقتصادي في القرآن في بيان المدلول الحقيقي للسعادة الاقتصادية.
كما ورد في السنة النبوية الشريفة العديد من الاحاديث التي تشير الي فتنة المال وطغيانه ولابد من تحقيق التوازن بين الجوانب المالية والجوانب الروحية المعنوية للانسان نذكر من هذه الاحاديث ما يلي:
"ان لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال" "رواه الترمذي وقال حديث حسن".
"تعس عبد الدرهم. تعس عبد الدينار" "رواه البخاري".
"وما أحسن القصد في الغني. وما أحسن القصد في الفقر. وما أحسن القصد في العبادة" "رواه البزار".
"شرار أمة الدنيا غذوا بالنعيم. الذين يأكلون ألوان الطعام ويلبسون ألوان الثياب ويتشدقون في الكلام" "رواه الطبراني".
"قد أفلح من أسلم ورزق كفافاً. وقنعه الله بما آتاه" "رواه مسلم".
"قلب الشيخ شاب علي حب اثنين : طول الحياة وحب المال" "رواه مسلم".
تشير الاحاديث السابقة وغيرها إلي ان التعاسة تظهر عندما يختل التوازن بين الاشباع المادي والاشباع الروحي للانسان وهذا ما نشاهده في الواقع المعاصر حيث نجد الكثير من الاغنياء يعيشون تعساء والكثير من الفقراء الذين أغناهم الله بالرضا والقناعة يعيشون سعداء.
يستنبط مما ورد بالقرآن والسنة عن السعادة الحقيقية للانسان سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو نحو ذلك مجموعة من المعايير التي تساعد في بيان ما يتمتع به الفرد من سعادة من هذه المعايير ما يلي : 1
1- توفير الحاجات الاساسية المعيشية لحفظ البدن وتقويته علي طاعة الله عز وجل من خلال الكسب الحلال الطيب فنعم المال الصالح في يد العبد الصالح ويعتبر ولي الأمر في الاسلام مسئولا عن توفيرها لكل انسان فهي الحد الادني للحقوق الاقتصادية.
2 - انفاق جزء من هذا المال في صورة زكاة أو صدقات أو هبات أو وقف أو صدقة جارية علي من هم دون حد الكفاف والكفاية وغيرهم لادخال السعادة عليهم وذلك ايضا سعادة روحية للمنفق.
3 - الالتزام بشرع الله عز وجل في كل نواحي الحياة منها التعامل في المال كسبا وإنفاقا بمعني ان يتم الحصول علي المال بالحق ويتم انفاقه بالحق ويمنع من الباطل وفي هذا تأكيد علي حب الله - المالك الحقيقي لهذا المال - وهنا يشعر الانسان بالسعادة لأنه اطاع الله ورسوله فمن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما.
4 - الايمان باليوم الآخر ولقاء الله عز وجل والوقوف أمامه للمحاسبة الأخروية وهنا يكون الشقي والسعيد فمن كان عمله صالحا في الدنيا تحققت له السعادة الاخروية وصدق الله العظيم القائل: "فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحداً" "الكهف : 110".
ولقد وردت هذه المعايير في آية البر في سورة البقرة حيث يقول الله عز وجل : "ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين. وآتي المال علي حبه ذوي القربي واليتامي والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتي الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون" "البقرة : 177".
الشقاء الاقتصادي
عندما يعرض الانسان عن شرع الله عز وجل في كافة نواحي حياته ومنها الاقتصادية تكون الحياة الضنك والشقاء والتعاسة حتي ولو كان عنده مال قارون
وهذا ما اشار الله اليه في القرآن الكريم "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا" "طه : 124"
وقول رسول الله صلي الله عليه وسلم : "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي" "رواه مسلم والبخاري".
ومن المعاملات التي تقود الي الشقاء الاقتصادي علي مستوي الفرد والدولة والأمة الاسلامية علي سبيل المثال وليس الحصر ما يلي:
* المعاملات الربوية.
* الاحتكار.
* الغصب.
* الغش.
* التدليس والتغرير.
* التعامل في المحرمات والخبائث.
* فرض المكوس "الضرائب الظالمة".
* منع الزكاة والصدقات ونحوها.
* التسعير بدون ضرورة معتبرة شرعاً.
* السرقة والاعتداء علي أموال الناس.
* التطفيف في الكيل والميزان.
* الرشوة.
* القمار وما في حكمه.
* الاكتناز بكافة صوره.
تسبب هذه المعاملات الظلم والاستغلال وزيادة الهوة بين الغني والفقير حيث تزيد الأول غني وتزيد الثاني فقرا كما تسبب القهر والخوف والرعب ومحق البركة وانتشار الأمراض والمصائب فيحرم الغني الطاغية من سعادة المال ويبتلي بمحق البركات كما يجهد الفقير ويشقي بصنيع الغني والعلاج من هذا الشقاء هو الالتزام بمنهج الله في المال والاقتصاد فمن اراد الآخرة فعليه بالإسلام ومن اراد الدنيا والآخرة فعليه بالاسلام.
وصايا إسلامية
من بين هذه الوصايا ما يلي:
- الايمان الراسخ بأن المال ملك لله عز وجل ويجب تسخيره لعبادته حتي تتحقق السعادة في الدنيا وفي الآخرة.
- الايمان الراسخ بأن الله سبحانه وتعالي قد كفل الارزاق لعباده ويجب السعي في الحصول عليه بالطرق وبالاساليب المشروعة حتي يبارك الله فيه وهذا يحقق الأمن والسعادة والطمأنينة للانسان.
- الالتزام بالاخلاق الفاضلة فإنها من موجبات تحقيق البركة في الارزاق.
- اتقان الاخذ بالاسباب مع حسن التوكل علي الله وحسن التعامل مع الناس.
- الايمان بأن تحقيق السعادة والأمن يكمن في التعامل في الحلال الطيب وأن الشقاء والحياة الضنك يكون بسبب التعامل في الحرام الخبيث.
- التفقه في الدين من موجبات تحقيق السعادة وينبغي أن نعرف الحلال فنتبعه ونعرف الحرام فنتجنبه.
- تجنب المعاملات الربوية حتي لا ندخل في حرب مع الله ورسوله.
- الاعتدال في الانفاق دون اسراف أو تقتير.
- اداء زكاة المال.
- تطهير القلوب واصلاح النفوس وتهذيب السلوك | |
|
