الست أنت البابا الملهم والقلب الكبير والفليسوف المعلم الداعي إلى العقل والحوار ، أذن هيا بنا بالعقل والمنطق بعيدا عن التعصب والعصبية نتفكر ساعة ونتساءل : أن أمام العقل الحر الآن عدة كتب يطلق عليها جميعا كتاب الله الوحيد الخالد المحفوظ ويدعي صاحب كل كتاب أن كتابه هو الحق الوحيد الذي يجب أن يتبع ويقود ، وأن بين هذه الكتب تقارب في بعض المواضع ، كما أن بينها اختلاف خطير في مواضع أخري .
فهاهو الإسلام من خلال القرآن يرفض التثليث ، ويكفر تجسيم الله ووصف عيسي بأنه الله ، وهاهو دينكم يؤكد التثليث والتجسيد وألوهية عيسي ويكفر بل يستبيح دم من ينكر ذلك ، وهاهو القرآن يصف الله بصفات الكمال ، وهاهي كتبكم الحالية تنسب إليه ما لا يليق بكماله ، وهاهو القرآن يصف رسل الله بصفات الكمال البشري ، وهاهي كتبكم الحالية تتهم رسل الله بألذنا حتى ببناتها وقتل الأبرياء والسكر والسجود للأصنام .
وهاهو القرآن والإسلام يرفض العنصرية ويسوى بين عبيد الله ( لا فضل لعربي علي عجمي إلا بالتقوى ) ( لا عدوان إلا علي الظالمين ) ، وهاهي نصوصكم تأمر بالعنصرية والإبادة الجماعية للمخالفين .
وهاهو القرآن يخاطب العقل بل يأخذه في رحلة في عالم الشهود ليطل في نهايتها إلي عالم الغيب وكأنه يراه (إنَّ فِي خَلْقِ السماوات والأَرْضِ واخْتِلافِ اللَّيْلِ والنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي الأَلْبَابِ (190) الَذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وقُعُوداً وعَلَى جُنُوبِهِمْ ويَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السماوات والأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ) (191) ( آل عمران )
وهاهو القرآن يخاطب العقول المتخصصة بحقائق علمية لم تعرف إلا بعد نزول القرآن بأكثر من ألف عام جعلت موريس بوكاي أستاذ الجراحة الفرنسي الشهير يخر ساجدا أمام عظمة القرآن ويشهر إسلامه ، ويؤلف كتابه الشهير ( القرآن والتوراة والإنجيل والعلم ) وهو مترجم بعدة لغات ، وجعلت كث المور الكندي وهو من اشهر علماء الأجنة يخر ساجدا ويدخل الإسلام ، ويقدم برنامج في التلفزيون الكندي ، عن علم الأجنة في القرآن والسنة يؤكد فيه أن ما جاء في القرآن من وصف لمراحل الجنين تتطابق مع ما اكتشف حديثا من حقائق في علم الأجنة ، ودراسة دستور القرآن العالمي جعلت الدكتور/ مراد هوفمان المتحدث الإعلامي لمنظمة حلف شمال الأطلنطي يقول إمام أعضاء المنظمة أن الإسلام طوق النجاة للحضارة العالمية المهددة ويشهر إسلامه ، بعد أن درس الإسلام فوجد فيه دستور عالمي يحق العدل والتوازن بين الإنسان ونفسه وبين الإنسان وأخيه الإنسان وبين الإنسان والكون من حوله . والكثير والكثير .
والقرآن معالي البابا العالم الفليسوف بلا منافس في كل ذلك ، والإسلام بلا بديل .
معالي البابا خذ نسخة حديثة من القرآن من عدة بلدان ، ونسخة أخري عمرها 500 سنة من عدة بلدان ، وثالثة مخطوطة عمرها ألف سنة ، وقارن بينها ستجد المطابقة كلمة كلمة ، وطبق ذلك علي كتبك الحالية وتسائل لماذا ؟
هل عرفت فخامة البابا أين الكتاب الوحيد الخالد الباقي المحفوظ وأين الدين العالمي الخاتم طوق النجاة للحضارة العالمية ( أم علي قلوب أقفالها ) .
قداسة البابا ادعوك إلي أن تجمع كل النصوص المقدسة المتاحة عندك ، وتقارن بينها وبين نص موثق للقرآن في القضايا الآتية :
1- قضية الألوهية : لتري أن القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي ينزه الله مما لا يليق بكماله من أول كلمة إلي آخر كلمة فيه .
2- قضية الرسل : لتري أن القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي ينزه رسل الله -حملة رسالاته – من كبائر الإثم والفواحش وانظر في نصوصكم بماذا تصف أنبياء الله ورسله التي اختارها لتحمل رسالاته .
3- قضية حقوق الإنسان : لتري كيف صانها القرآن والإسلام في جميع جوانبها الاقتصادية والأمنية والمادية والنفسية حني مع الأعداء المحاربين .
4- قضية السلام والأمن والأمان العالمي : لتري كيف صانها الإسلام حني انه يشكل طوق النجاة للحضارة بكل المقاييس .
5- قضية خطاب العقل : لتري أن القرآن والإسلام لم يلجأ للشعوذة والأساطير والكهانة والدجل بل خاطب العقل بكل مستوياته ، خاطب عقل البدوي البسيط كما خاطب عقل البروفيسور المتخصص ، فهو دائما يأخذ بالعقل في رحلة فكرية في عالم الشهود ليطل به إلي عالم الغيب وكأنه يراه فيوقن العقل بالله وكتبه ورسله ويوم الحساب .
معالي البابا يمكنك الاستعانة بأبن بلدك ( مراد هوفمان ) أستاذ القانون والمتحدث الإعلامي السابق لمنظمة حلف شمال الأطلنطي ، أو بزميلتك الفليسوفة العالمية ((زيجريد هونكه )) وغيرهم الكثير من العلماء والمفكرين .
معالي البابا حتما ان معاليكم يعرف عالمة الفلسفة زميلتكم الألمانية (زيجريد هونكه ) التي درست الإسلام وتاريخه وأيقنت صدقه وأنه ظلم بفعل التعصب فقالت في كتابها الشهير ( الله ليس كذلك ) فيما ملخصه : إن البابا ( أوربان الثاني ) أراد أن يحقق أهداف سياسية وأطماع دنيوية خسيسة وظالمة تبدأ بتوحيد الكنائس المنشقة في الشرق ثم الانقضاض بها على ديار المسلمين الغافلين والمسالمين ، فأخذ يصيح أمام الجنود من الشباب العاطل وا مصيبتاه أن المسلمون الكفار في الشرق يهدمون قبر المسيح ويخربون كنيسة القيامة ويضطهدون إخوانكم المسيحيين ويقتلونهم ويغتصبونهم ، فحي على الجهاد لتطهير مقدساتكم ونجدة إخوانكم وتطهير الأرض المغتصبة من هؤلاء الأجلاف الكفار المجرمين ، ولقد كان البابا مجرما ومغرضا ، فلقد كانت العلاقة طيبة بين المسلمين وغيرهم يسودها الاحترام والتواصل - محفوظة أرواحهم وممتلكاتهم وأعراضهم وكانت ترمم معابدهم وتحفظ مقدساتهم والتي كانت مفتوحة الأبواب أمام حجاجهم ، وفعلا نجح الكهنة المجرمون فتحركت الجيوش لتبيد كل من أمامها من أطفال وشيوخ ونساء ولتغرق الأرض في بحار من دماء المسلمين وتحتل أرضيهم . وسنتناول ذلك بالتفصيل في الملحق المطول .
ولقد بينت عالمة التاريخ الألمانية ( زيجريد هونكه ) التمهيد النفسي الذي اخترعه البابا – المخادع - لإنجاح جرائمه الفائقة الحد والوصف ، بأنه كلف الكهنة المتحركين النشطين بإشاعة أن المسلمين مجرمين إرهابيين كفار يخربون قبر المسيح ويهدمون الكنائس ومغتصبين للأرض والعرض ويضطهدون آهل الصليب ، وفى نفس الوقت كان يستصرخ الشباب العاطل هيا إلى جهاد الكفار وانصروا الرب وطهروا الأرض من الكفار .
وهذا ما يدور الآن تماما حملات عسكرية صليبية يقودها الكهنة وحملات تشكيك وتشويه فى كتاب الله الحق وفى رسوله الخاتم بل وسب في آل البيت ، وحملات مستمرة تهدف إلى لصق تهمة الإرهاب بالإسلام تمهيدا لشن حرب عالمية عليه أو كسب التأييد العالمي لذلك ، وفى نفس الوقت صيحات كاذبة تقول : النجدة المسيحيون يقتلون ويغتصبون ويضطهدون وتحرق كنائسهم ، وكل ذلك باطل لدرجة أن بعض المفكرين عبر بأن حال الأقلية أفضل من حال الأغلبية من الناحية المادية والعلمية وحقوق الإنسان ، حتى أن هناك نكتة ترددت بأن الأغلبية المسلمة سترفع شكوى لتسويتها بالأقلية المميزة .
معالي البابا بقلبك الكبير وعقلك الراقي افعل كما فعلت زميلتك في الفلسفة الألمانية (زيجريد هونكه ) ، بأن درست الإسلام من مصادره وقارنت بين كتابه المحفوظ والنصوص المحرفة ، ثم انطق بالحق كما فعلت ، وتذكر أن كل تيجان الدنيا وذهبها وكراسيها لا تساوي دقيقة فى نار جهنم ، وقريبا ستقف أمام الديان فتسأل .
إنني أقول ذلك حبا وتقديرا لعقلك الفلسفي وقلبك الرقيق وطلبك للحوار .
، وللمزيد من البينة ادعوك لقراءة البحث المطول التالي ضمن كتاب ( حوار مع البابا ) ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر والحساب على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون .