رسَالَةٌ إلَى الأَبطَال الذينَ سُكنَاهُم في الفُؤَاد

رسَالَةٌ إلَى الأَبطَال الذينَ سُكنَاهُم في الفُؤَاد
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين الذي جعل العاقبة لهذا الدين بعز عزيز عزا يعز الله به هذا الدين و أهله و بذل ذليل ذلا يذل الله به الكفر و أهله و الصلاة و السلام على نبيه المجتبى ورسوله
المرتضى و خير نبي أرسلا أرسله الله بالهدى ودين الحق ليظهره الله على الدين كله و لو
كره الكافرون... وارضى اللهم عن الخلفاء الراشدين المهديين من بعده أبا بكر الصديق ثاني اثنين إذ هما في الغار... وعن عمر الفاروق الذي فرق الله به بين الحق و الباطل و الذي إذا رآه الشيطان ولى هاربا... وعن عثمان ذو النورين قارئ القرآن و مجهز جيش العسرة وما ضر عثمان مافعل بعد هذا... وعن علي كرم الله وجهه حارق الرافضة بالنار و مقاتل الخوارج حتى أبقاهم دون التسعة و الذي لا يحبه إلا مؤمن و لا يبغضه إلا حاقد منافق...
إن من كامل الأيمان و صحيح المعتقد أن يثق المؤمن و المجاهد خاصة بنصر الله و التمكين لدينه و أهله قال تعالى: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ ٱلأَشْهَادُ. يَوْمَ لاَ يَنفَعُ ٱلظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ ٱلْلَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوۤءُ ٱلدَّارِ},
وقال تعالى: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلْمُرْسَلِينَ. إِنَّهُمْ لَهُمُ ٱلْمَنصُورُونَ. وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَالِبُونَ}
و النصر لا يأتين على طيب عيش و أمن من خوف و راحة وسكينة و إرضاء للخلائق من دون الله... وإنما يكون بعد أبتلاء و امتحان وخوف و نـقص في الأنفس و الأموال و الثمرات وبعدها تأتي بشرى الله ألا وهو نصره...قال تعالي ( و لنبلونكم بشيء من الخوف و الجوع و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات و بشر الصابرين)... وكل هذا لأجل أن يمحص الصف فيتبين الصادق من الكاذب...قال تعالى (ألم*أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ*وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)…
و النصر نصرين نصر دنيوي و هو التمكين لعباده الموحدين السائرين على هدى الحبيب في الكبيرة أو الصغيرة و كل أعمالهم مقيدة بالقرآن العظيم و الحديث الشريف و همهم الوحيد أن يرضى الله عنهم أما غيره فلسان حالهم يقول لهم...إن الشيء الذي ليس من ديني فهو تحت
قدمي موضوع... والنصر الثاني و هي أمنية كل مسلم و هي الشهادة في سبيل الله و أهلها إختصهم الله بخصائص من عنده دون غيرهم فيغفر الله للشهيد بأول قطرة تسيل من دمه و يشفع في ثمانين من أهله و يزوج باثنين و سبعين من الحور العين و له من النعيم المقيم ما لا عين رأت و لا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فنعم النصر هذا النصر...
قصدي المؤمل في جهري و إسراري***ومطلبي من إلاهي الواحد الباري شهادة في سبيل الله خالصــة***تمحو ذنوبي و تنجيني من النار إن المعاصي رجس لا يطهرها***إلا الصوارم في إيمان الكفار
وقال آخر:
دَعْنا نسافرْ في دروب إبائنا *** ولنا من الهِمَمِ العظيمةِ زادُ

ميعادُنا النصرُ المبينُ فإنْ يَكن*** موتٌ فعند إلهنا الميعادُ

ْدعنا نمتْ حتى ننالَ شهادةً ***فالموتُ في دَرْبِ الهُدى ميلادُ


إذن فطريق النصر واحد لا إثنين و هو واضح وضوح الشمس في كبد السماء الصافي و معالم الطائفة التي تنصر هذا الدين بينة المعالم أوضحها رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح المشهور الذي تكلم فيه عن فُرقة هذه الأمة و من هي هذه الطائفة الوحيدة التي تكون من أهل الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم (وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة . وفي لفظ : على ثلاث وسبعين ملة ، وفي رواية قالوا : يا رسول الله من الفرقة الناجية ؟ قال : من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ، وفي رواية قال : هي الجماعة يد الله على الجماعة )
قال صلى الله عليه وسلم هي الجماعة يد الله على الجماعة و حين سئل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن أهل السنة و الجماعة قال رضي الله عنه أهل السنة و الجماعة هو الذي على الحق ولو كان وحده...
يا أيها المجاهد الذي قد بقيت وحدك في الميدان و إنه وربي إنه لميدان العز و الشرف...
يا أيها المجاهد يا من كسرت قيد الذل و رفعت سلاح العز في وجه طاغوت العصر...
يأيها المجاهد يامن كفرت بشرعهم الذي لا أشك فيه أنه زبالة الأذهان... يا أيها المجاهد يا من جعلت رؤوسنا شامخة بعد أن نكسها ناس خانوا الدين و خانوا أمتهم و خانوا شعوبهم...
يا أيها المجاهد الذي لا يرضيك إلا راية التوحيد تعلوا عالية على الوجدان... يا أيها المجاهد فاثبت يرعاك الله إنك على الحق و إنك الأمل المرجو بعد الله و لا تبتئس بالناعقين من خلفك و المرجفين في المدينة و الخائنين لأجل كراسي الذل و ليعلمواأن نار جهنم أشد حرا من نار
القذائف لو كانوا يعلمون...
يا أيها المجاهدون بالله العظيم إني لأحسبكم من الطائفة المنصورة التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه و سلم في كثير من الأحاديث الصحيحة فنسأل الله الرحيم أن يرحمنا و ييسر لنا اللحاق بكم... قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق، ظاهرين إلى يوم القيامة" أخرجه مسلم.
وعن جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لن يبرح هذا الدين قائما، يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة" أخرجه مسلم.
وعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، ولاتزال عصابة من المسلمين يقاتلون على الحق، ظاهرين على من ناوأهم إلى يوم القيامة" أخرجه مسلم.
و عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة"
. قال: "فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم، فيقول أميرهم: تعال صل لنا. فيقول: لا. إن بعضكم على بعض أمراء. تكرمة الله هذه الأمة".
أخرجه مسلم.
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول": لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله، قاهرين لعدوهم، لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك" أخرجه مسلم.
قُمْ يا مُجاهِدُ قَدْ كَفاكَ خُمُولُ*** قُمْ فَالطُّغاةُ سِلاحُهُمْ مَسْلُولُ

قُمْ يا مُجاهِدُ إِنَّ وَقْتَ السِّلْمِ قَدْ*** وَلَّى وَلَيْسَ لِغَيرِ سَيْفِكَ قِيْلُ

جَرِّدْ حُسامَكَ وَانْبِذَنَّ إِلى المَلا*** كُلَّ العُهُودِ فَسَيْفُكَ المَقْبُولُ

لا تَرْكَنَنَّ إِلى الطُّغاةِ وَقَوْلِهِمْ*** إِنَّ الطُّغاةَ كَلامُهُمْ مَعْسُولُ

يُعْطُونَ مِنْ طَرَفِ اللسانِ حَلاوَةً*** لِيُكَبِّلُوكَ عَنِ القَنا وَيَحُولُوا
قُمْ يا مُجاهِدُ لا عَدِمْتكَ إِنَّنِي*** راءٍ سَحابَ الظَّالِمِينَ يخِيلُ

سالَتْ "شِعابُ" المُسْلِمينَ بِكُفْرِهِمْ*** فَاجْعَلْ دِماءَ الكافِرِينَ تَسِيلُ

فَاجْعَلْ دِماءَ الكافِرِينَ تَسِيلُ

فَاجْعَلْ دِماءَ الكافِرِينَ تَسِيلُ

فَاجْعَلْ دِماءَ الكافِرِينَ تَسِيلُ
يا أيها المسلمون أخاطبكم و نفسي... يا من بقيتم في الخلف متفرجون ألا تخافون الله أن يكتبكم عنده من الخوالف؟؟؟ أهانت عليكم دماء المسلمين!!! ألا تعلمون أن القوم جعلوا دم المسلم أرخص الدماء!!! أيها المسلمون مالكم صامتون!!!...مالكم صامتون!!!...مالكم صامتون!!!... إخواننا يموتون و نحن نتفرج عنهم و كأنهم ليسوا بإخواننا بل و كأنهم ليسوا ببشر... تفرجنا سابقا على الفلوجة يوم محقها الأمريكان و أهلها و قتل فيها خيرة الرجال في العراق و نحن صامتون... ثم بعدها تلعفر و القائم ووو...و اليوم غزة هاشم و التاريخ يعيد نفسه فهل نحن مستفيقون من غفلتنا؟؟؟ !!!ترى هل الصمت لكي نرضي أناسا أذلهم الله؟؟؟!!!...أم أنه من قبيل الخوف منهم!!!...ألا تسمعون خطاب الله في هذا حيث يقول عز وجل " أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين "
يا مسلم قم من غفلتك و لتجعل السلف رضوان الله عنهم قدوتك و قل ما قاله خبيب بن عدي رضي الله عنه حين أسر وقدم للقتل:
ولست أبالي حين أقتل مسلماً ***على أي شق كان لله مصرعي

وذلك في ذات الإله وإن يشأ ***يبارك على أو صال شلوٍ ممزع
أخطابكم بكلام الله و هو آخر خطاب لكم في هذا المقال قال الله تعالى " يا قومنا أجيبوا داعى الله " سورة الأحقاف .31.
وآخر خطاب أوجهه لفئة من الناس فليسمعوه مني و أنا رافعا رأسي شامخا...
ألا فابلغ كلاب الغرب عنا***يميناً قد خلعناكم يمينا

وبايعنا الآساد دون خوف***ومن يحمي ذمار المسلمينا

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين